هُنَا ...
وَعَلَى الوَتَرِ الحَسَاسْ كَانَ لِلحَرَفْ عَزَفْ ..
جُنُونٌ يَعَتَرِيْنِي وَيُجَرِدُنِي مِنْ عَقَلِي ..
أصَرُخُ بِحَسَرَةٍ تُقَطِعُ أحَبَالَ صَوَتِي المَبَحُوحْ ..
أبَكِي بِمَرَارَةٍ حِيْنَ أرَاهُ يَذّرِفُ الدَمَعَ مِدَرَارَاً
وَوَصَمَةُ العُقُوقِ بَاتَتْ مُلاَزِمَةً لِمَنْ سَمَى نَفَسَهُ " ابْنْ " ..
* * *
مَا أَشَبَهَ عِلاَقَتُنَا بِبَعَضِنَا بِالكَأَسْ ..
لَهُ رَوَنَقٌ جَمَيْلٌ وَأنِيْقْ ..
لَكِنْ حِيْنَ يَنَضَحَ الجَفَاءُ مِنَهُ
سُرَعَانَ مَا يَنَكَسَر .!!
* * *
سِجَنٌ بِلاَ أسَوَارْ ..
قَيْدٌ وَقُضَبَانْ وَحُرِيْةٌ خَلَفَ جُدَرَانِ الظُلَم ..
يَرَضَخُوَنْ لِوَاقَعٍ أَلَجَمَ أفَوَاهَهُم بِالحَسَرَة
وَوَصَمَهُم بِوَصَمَةِ العَارِ الخَالِدْ ..
لِيَبَقَى وَاقِعَهُم يَنَعَتَهُم بِـ اللُقَطَاءِ
دُوَنَ ذَنِبٍ جَنُوَهُ إِلاَ أنَهُمْ ثَمَرَةُ
لِقَاءٍ عَاصِفْ فِي ظَلاَمِ المَعَصِيْة ..
* * *
طِفَلَةٌ هِيَ أيْقَظَهَا الحَنِيْنُ مِنْ غَفَوَتَهَا السُرَمُدِيْة ..
وَبِألَوَانِ البَيْاضِ إكَتَسَى المَكَانْ ..
شُمُوعٌ يَتَلألَىُ ضِيَائُهَا
وَبَتَلاَتُ وَرَدَةٍ جُوَرِية
وَتَرَانِيْمٌ عَذَبَة
وَأحَلاَمٌ وَرَدِيْة
وَهَمَسَاتٌ جَرِيْئَة
وَ
وَ
وَ
مَاذَا بَعَدُ يَاتُرَى ؟؟ !!!
لاَشَيءَ سِوَىَ مُفَارَقَةٌ عَجِيْبَة
يَتَلُوَهَا ألَفُ عَلاَمَةِ تَعَجُبٍ وَذُهُولْ !!
* * *
خَطِيْئَةٌ تَقَتَرِفُهَا يَدُ ذَاتِ مُذَنِبْ
يَتَلُوَهَا صَوَتٌ يَنَبَعِثُ مِنْ قُرَارَهِ ضَمِيْرِهِ ..يَبَدَأُ هَمَسَاً وَيَنَتَهِي صُرَاخَاً ..
وَلا يَمَلِكُ إلاَ أَنْ يَهَرُبُ مِنْ المُحَاسَبَة
سَالِكَاً كُلَ طُرُقِ الرَدَعِ وَالكَبَتْ
وَخَنَقِ صَوَتِ ذَلِكَ الضَمِيْرُ الحَي دُوَنَ جَدَوَى ..
لِيَصِلَ أَخِيْرَاً إِلَى حَلٍ
يُطَهِرَ رُوَحَهُ مِمَا عَلِقَ بِهَا مِنْ آَثَامٍ مُخَزِيْة
وَمَعْ تَسَلَلِ أُوَلَى خُيْوَطِ الفَجَرِ
يَتَسَلَلُ هُوَ فِي مَسَالِكِ الظَلاَمِ
لِيَخَلُو خَلَوَةً مُبَاحَة مَعْ رَبِّ النَفَسِ وَبَارِيْهَا
مُسَتَسَلِمَاً
لِطُوَفَانِ الدَمَعِ العَاتِي مُسْبِغَاً ثَوَبْ التَذَلَلِ وَالخُضُوَعْ .
* * *
إنَسِجَامٌ حَمِيْم
أوَجَدَهُ الخَالِقُ عَزَ وَجَل بِدَوَاخِلِ المَخَلوقَاتِ كَافَة
يُحِيْلُ الكُوَنَ دَوَحَةٌ مِنْ الوِدْ
وَخَمِيْلَةٌ مِنْ الحُبْ ..
فَهَلْ عَرَفَنَا مَعَنَاهُ الحَقِيْقِي نَحَنُ بَنِي البَشَر .!!!
* * *